التصنيفات
مقالات

السؤال الأغبى والجواب الأذكى !

يعلق باختين مرة ، أن الفكرة يقدمها الكاتب الروائي ، في وصف لها  – الفكرة-  لا في وصف لحياة البطـل.  في حين يشير بيرسي لوبوك إلى إن تقديم الحكاية يكمن في وعي الأشخاص فيها وهناك حاجة إلى شخص معين يفترض فيه أن يقص علينا كيف مرت القصة كلها ، و لا يتعين أن يكون هذا الشخص هو المؤلف أو أي شخص آخر بعينه ، إلا أنها على الأقـل لابد أن تُقـص علينا من وجهـة نظر شخـص معين يقـوم بحكايـة و تصوير تجربـة مـعينة . هذا يعني أن المسجل للعالم الخارجي ، قادر على ملاحظة الذات . كما أنه قادر على التأمل والتفكير فيما يسرده . سواءً نفذ إلى وعي الشخصيات ، أو أنه اكتفى برصد ردود فعلهم . ليرى والاس أن وجهة النظر هي الوسيلة والتقنية المثلى للنفاذ إلى وعي الكاتب .بقي الجواب على هذا السؤال : إن وجدت وجهات نظر متعددة في النص ، هل تمثل أشكالا مختلفة من الوعي ، و التصور للعالم ؟يجيب عن هذا السؤال باختين ، بقولــه  أن كثرة الأصوات ، وأشكال الوعي المستقلة ، غير الممتزجة ببعضها ، ليست  في ضوء وعي موحد عند المؤلف ، بل تعـدد أشكـال الوعـي لديه ، وليس بالضرورة تعــبر عن الموقف الأيديــولوجي الخاص بالمــؤلف. وهناك رأي مغاير تماما ، يرى التناقضات المختلفة في العمل الروائي الواحد  ، نتيجـة وجهات نظر مختلفة للسارد تدل على فشـل العمل في إعادة إنتاجها بصورة جادة . ويعزى الفشـل هنا ، إما إلى عجـز الكاتب ، أو تذبذب مزاجـه الفني الخاص  ، لا سيما وأن المرجعية الفنية للكاتب وحده ، فله صلاحية وضع السارد في أي موقع أو مستـوى قصصي ، بما يخدم هيكلته للنص، محددا في ذلك النمط السردي ، و صيغة الخطاب . و هنايتفق دون ريب مع عبارة أن السارد ، هو بالأصل ظل فني للكاتب أو مخلوقه الورقي الذي يسرد عنه .بعد هذا التمهيد النظري الموجز جدا ، أستعيد ما قاله الروائي السوداني الطيب صالح : ”  إن الرواية تتيح للكاتب الروائي أن يعمل في ضوء “تخطيط” معدّ سلفا ، أو متصور على الأقل ، كما هي حالة الرسم و الرسام . فالمساحة واسعة ، والعالم معقد ويفتن ، كما أن الرواية تمنح كاتبها الارتفاع إلى مدارج نقاش أوسع لا تمنحه القصيدة التي هي مركزة بطبيعتها ، والشاعر فيها مطالب و مضطر أن يحدد وجهة النظر الخاصة بمعنى ما ، على غير ما هي عليه الرواية ” . ختاما اذكر لكم موقفا حدث مع الطيب صالح نفسه ،  أنه قد أزعجه أحد المتطفلين بسؤاله كثيرا : “هل أنت مصطفى سعيد في موسم الهجرة إلى الشمال ؟”فابتسم الروائي الكبير ورد بهدوء : ” مصطفى سعيد مات بالرواية ، أما أنا فما زلت حيا ! “

untitled image
التصنيفات
مقالات

العبث في زمن كورونا

انطلقت فكرة العبث بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية من تدمير الإنسان لإرثه الحضاري والعلمي بدعم من الفساد الأخلاقي للثورة الصناعية في أخطر منجزاتها المتمثلة بالترسانة المسلحة، وأصبحت ذراعا قويا بيد كل أحمق طامع بالتوسع الدموي، كما فعل هتلر مُشعل هذه الجولة الثانية من الحرب العالمية.اليوم نمر بحالة عالمية مشابهة، ليست أداتها الحرب العسكرية هذه المرة، وإنما الصراع الاقتصادي والتجاري بين دول العالم، فوصلنا حتى الدرك الأسفل منه بتفشي فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19 ، ليستمر سقوط معاني التطور الحضاري والتمدن البشري، فهي لم تبدأ بالسقوط اليوم وإنما منذ ارتضى الإنسان لأخيه الإنسان أن يعيش رازحا تحت ضغوط الفقر والمرض في بقية أرجاء المعمورة، وهو ما ينافي القيمة الأخلاقية للبشرية المفترضة.أمام هذه الحقيقة القاسية لانتشار كورونا، أين موقع الأدب اليوم؟هل ما يزال القائمون عليه ينتظرون انجلاء الجائحة حتى يبدأوا في خط مشاهداتهم وتأملاتهم للعالم قبل وبعد كورونا عبر أعمالهم الأدبية شعرا أو سردا؟إلى أي مدى يمكن أن يعبر الأدب عن المعاناة الإنسانية المواكبة لانتشارالوباء وتصاعد أعداد الوفيات بشكل خطير جدا، وتكالب الدول على مصالحها الخاصة، وتبدل مفهوم المجتمع المدني في دول متقدمة، حيث يتسابق أفراده على الغذاء والدواء وسط ما وصل إليه من طمع وجشع في جوانبه المظلمة،  في ظل عالم تراجع عن فكرة العولمة، وأصبحت دوله تعيش منعزلة في حجر ذاتي اضطراري، ليتحول البشر فيه لشاشات منعكسة لشاشات وسائل التواصل الاجتماعي بما تحمله من أخبار وإشاعات وعلو خطاب الكراهية، فبات في تقاتل إجتماعي أكثر وليس تباعدًا اجتماعيًا مطلوبًا كشكل وقائي من انتشار الفيروس، وهذا كله يشكّل قمة العبث!نعيش عبثية أكثر مما توقعها بيكيت و أونيسكو وآداموف وغيرهم، فنحن نرزح في فوضى عارمة، ننتظر الخروج منها، كانتظار استراجون وفلاديمير لجودو، ننتظر ومعنا أشباه بوزو ولاكي في وسط هذه الفوضى التي تسجل لحظة مهمة في حياتنا، يمكن أن نشبهها بما قاله أحدهم يوما:(البشرية هي نحن في هذا المكان، وفي هذه اللحظة من الزمان ) !أخيرا.. إذا كان التاريخ يكتبه المنتصرون، فإن الأدب يكتبه الناجون من معارك الحياة، وليس بالضرورة أن يكونوا منتصرين!

التصنيفات
مقالات

نهاية الإنسان الإجتماعي!

في ظل جائحة كورونا والتي تدخل عامها الثاني، وأظنها مستمرة حتى نهاية عام 2021، يلّح علينا سؤال مهم، حول استمرار التعاطي مع وسائل التواصل الإجتماعي ومنصات الانترنت المباشرة في تلقّي التعليم والثقافة بعد زوال الجائحة وعودة الحياة لطبيعتها وممارستها السابقة. لا يمكن تخيّل شكل الحياة الجديدة بعد زوال الجائحة، لأن العالم متغيّر، وهذه هي طبيعته، ممن يجعل افتراض عودة الحياة لدورة أومرحلة زمنية سابقة أمرٌ بالغ الصعوبة، فما مرّ به العالم من ظروف اجتماعية واقتصادية ومناخية وانسانية، ومن تركته الجائحة من آثار عميقة في حياة المجتمعات البشرية، واجراءات تطلبت تباعدا اجتماعيا لمدة طويلة عن الأهل والأصدقاء، و نظام صارم فُرض باسم الكمام، خلقت سلوكا مختلفا سيعتاش عليه الإنسان في زمنه الجديد. سابقا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كانت عادة السلام باليد والعناق والتقبيل سائدة بين أقرب الناس، اليوم باتت الريبة باسم الحذر مسافة فاصلة بينهم، مما زاد من مساحة القلق الفردي وقلة الثقة.كذلك ساهم توقف المناسبات الاجتماعية كالأعراس والمآتم وغيرها في خلق فجوة كبيرة في العلاقات الإنسانية لا يمكن أن تردم بين ليلة وضحاها. إذن، هل نتحدث اليوم عن انتهاء الإنسان الإجتماعي وحلول الإنطوائي أو الانفرادي بدلا منه؟ اعتقد أننا ننتظر الدراسات النفسية والإجتماعية القادمة لتقدم تحليلا للواقع اليوم وما قد تتصوره عن تحديات حياة الغد.

التصنيفات
مقالات

الأدب في خطر!

في كتابه الصغير والمثير بعنوانه (الأدب في خطر)، يحذر الناقد الفرنسي ذو الأصل البلغاري الشهير تزيفتان تودوروف من أن يتخلى الأدب عن وظيفته الإبداعية المحركة للتفكير إلى مجرد أداة للعبث بفعل التسطيح المتعمد لأهميته ودوره المفترض في توعية المجتمع والثورة على الجمود العقلي، لكونه– الأدب– يفترض أنه يساعدنا على العيش.فالأدب– والحديث لتودوروف- بعيدا عن ان يكون متعة بسيطة، وتسلية للأشخاص المتعلمين، فإنه يسمح لكل واحد أن يجيب بشكـل أفضل عن ميوله وأفكاره بوصفه كائنا إنسانيا.ونحن أمام هذا الكم الهائل من الكتابات التي يعنونها أصحابها بأنها أدبية أو تدور في فلك الأدب في أي شكل ممكن، هل يعي أصحابها تاريخ ومدارس الأدب وحركاته ومراحله المختلفة لكون تاريخ الأدب تتابع لأشكال الوعي الإنساني؟ لذلك، وأمام هذا الانفجار السردي، لا يشدنا منه إلا القليل الذي نجد فيه على الأقل مفهوم الأدب القريب من فكرة الفيلسوف الأميركي ريتشارد روتي التي وردت في كتاب تودوروف ذاته (الأدب في خطر)، حيث اقترح مرة أن نسمي الأدب بالمساهمة في فهم عالمنا بشكل مختلف، فهو يرفض مصطلحات مثل حقيقة أو معرفة لوصف هذا الاسهام. ويؤكد أن الأدب يتدارك جهلنا بعلاجنا من وهمنا بالاكتفاء الذاتي بعد الكتابة، وأن الأدب هو انعكاس مباشر للحياة! فهل يمكن أن نطلق على الأدب أنه واقعي لمجرد أنه يعكس الواقع؟ وهل يصح لنا بعد هذه العجالة أن نطلق كلمة أدب على كل ما يُكتب باسم الأدب؟
فهد توفيق الهندال

التصنيفات
مقالات

في يوم المسرح العالمي

قبل سنوات، وبالتحديد مارس 2013 أثناء احتفالية العالم بالمسرح، وضمن مشروع ثقافي عالمي، كانت لي مع عدد من الأصدقاء فرصة حضور الفعالية الخاصة ببرنامج Book Wings الذي يعتمد الربط الكترونيا بين الفعاليات المنتشرة حول العالم عبر الشبكة العنكبوتية متجاوزين الحدود الجغرافية والقيود البيروقراطية التي غالبا ما تعكر ذهنية الثقافة وتحد من حرية إبداعاتها وجدية مشاريعها.

تم الربط الكترونيا بين موقعين مسرحيين، أحدهما في جامعة أيوا الأميركية والآخر مسرح موسكو للفنون حيث تم عرض عدد من الأعمال المسرحية التي تعتبر مشاريع تخرج للطلبة لتكون في متناول أكبر عدد من المتلقين في العالم، خارج أي وصاية مهما كانت.وقتها نشرت مقالا حول ذلك استعيد بعض فقراته في زمن كورونا اليوم، قلت فيه :”إن استغلال التطور التقني والابداع التكنولوجي وثورةالاتصالات الهائلة في خدمة هذا النوع من الأنشطة الثقافية والابداعية لهو اتجاه جدير بالاهتمام وفي الطريق الصحيح نحو تشكيل وعي معاصر يقدر جسامة وأهمية الواقع الخطير وتحدي الغد المجهول”. وكأني قرأت ظروف العالم اليوم عندما أكدت على أن وسائل التواصل الاجتماعي هي الأسرع في ذلك، والأقدر على ربط العالم بمختلف ثقافاته وهوياته في لغة واحدة مشتركة تستند على أن الجميع شركاء في الثقافة العالمية. اليوم، العالم شريك باختلاف ضفافه وهوياته وتاريخه في المحافظة على الحياة ومقاومة الجائحة، والتغلب على آثارها لاحقا، ولعل المسرح كفيل بأن يجنّد التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في دفع مزيد من الوعي وقراءة المستقبل في مساحة كبيرة من الحرية. فهل يستعيد المسرح دوره المفترض والأساسي في ذلك؟

untitled image
التصنيفات
مقالات

عقيدة الفن

لمعروف عن الروائي المصري يحيى حقي صداقته العميقة للمحقق والأديب المحب للتراث الكاتب محمود محمد شاكر، حيث امتدت الصداقة بينهما لأكثر من (53) عامًا.فقد كان لشاكر الأثر الكبير في أدبية كتابات يحيى حقي، وهو ما كشفه حقي في إحدى اللقاءات عن دور شاكر في ارتقاء لغته :” أثناء عملي بديوان وزارة الخارجية توثقت صلتي بالمحقق البحاثة الأستاذ محمود شاكر، وقرأت معه عددًا من أمهات كتب الأدب العربي القديم ودواوين شعره. ومنذ ذلك الحين وأنا شديد الاهتمام باللغة العربية وأسرارها، وفي اعتقادي أنها لغة عبقرية في قدرتها على الاختصار الشديد مع الإيحاء القوي”.من جانبه ، أشاد شاكر بقدرة حقي الأدبية وتنبهه إلى جمال العبارة العربية، واكتشافه المبكر لأسرار بلاغة العرب، وقدرته الفائقة على اختزان كل ما يعرف وتمثله فيما يكتب بأسلوبه وعباراته بغير محاكاة أو تقليد، وإنما باقتدار وفن. براعة جعلته لا يقع فيما يقع فيه غيره من النقاد والأدباء، وهو ما أكسبه شخصية متميزة ومستقلة قائمة بذاتها.هذه الروح المشتركة بين قطبين محلقين في فضاءين مختلفين ، أحدهما تراثي والآخر حداثي ، صورة فريدة تحقق اتسع المعنى الفني لأدب وعدم احتكاره على فئة دون أخرى ، ويسمح للتعددية الثقافية بين الكتاب دون تمييز بين مناطق التأثر والتأثير ، فالأدب أبعد ما يكون عن التحزب و التخندق خلف متاريس أفكار تقصي الأخرى ، ولو أن الكتاب أبناء مذاهب ومدارس مختلفة في الكتابة ، إلا أن الفن هو العقيدة الأسمى للإبداع . الكاتبة الأميركية أناييس نن ، ذكرت في احدى مذكراتها ” أنّ الفنّ هو عقيدتها الوحيدة، وأنّها لا تؤمن بالسياسة. و تؤمن بأنّ الفنّان هو الشخص الوحيد القادر على فتح “صندوق بانوراما”

لكونه يمتلك الجرأة ، وعندما يفرغ الصندوق من إحدى أكاذيبه أو أوهامه فإنّه يستطيع ابتداع صندوق آخر وحشوه بموضوعات جديدة، بوسعه أن يضع مرّة أخرى العوالم التي يبتدعها والاكتشافات التي يقوم بها”.

فهد الهندال

التصنيفات
مقالات

كرامة الإنسان

القتل عادة بدأت على وجه البسيطة، واجتاحت كل الكائنات الحية، فحتى النبات يلجأ لقتل الحشرات حتى يعيش، كذلك الحيوان، حيث يتحقق مبدأ التوازن الطبيعي في استمرار الأنواع على حد سواء. باستثناء الإنسان. فالقتل خطيئة من عمر الخليقة، فعندما تجرأ قابيل على قتل أخيه هابيل، كانت محركاته الغيرة والحسد والعصيان لأمر الله في وجوب طاعته (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أحدهما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).وهكذا بدأ سلسال القتل، وامتدت واختلفت أدواته ونوازعه وأسبابه، إلا أنها اتفقت في ذات النتيجة، ازهاق روح بشرية دون وجه حق. ولذلك، جاءت العدالة في الإسلام من خلال القصاص(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). نلاحظ أن التقوى الخلق الجامع بين الأمرين، فالتقوى هو حب الله في طاعته وعدم التسبب بأذى لخلقه، فالعالم من حولنا كله خَلْقُ الله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّاخَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). هكذا، إن كان القتل خطيئة، فإن تقوى الله في حفظ حياة الناس. فلا عزاء للقتل، إلا بكرامة الإنسان وحياته.

التصنيفات
مقالات

كواليس الجوائز العربية

يتكرر الحديث عن الجوائز العربية، بالسؤال إما عن كفاءة أعضاء لجان التحكيم أو جودة الأعمال المتنافسة، ولعل الإجابة تكون مختصرة جدا في ثقل اسم الجهة أو دار النشر الفائزة وربما أسماء الكتّاب أو غيرهم ومن ثم نوعية العمل! ما يهمني حقيقة هو بيان لجنة التحكيم وتبرير اختيارها للفائز، منها ما يركز على جوانب العمل الفنية وعمق التجربة والفكرة المحركة، وهي جوانب تكاد تكون نادرة أو شبه غائبة عن البيان، ومنها ما يكون تركيزه على شروط وآليات التقدم والترشيح، وهي الغالبة دوما، لأتساءل هنا.. إن كان العمل قد اختلفت فيه بعض الشروط للتقدم والترشح، كيف تم قبوله للمشاركة أصلا! عندما نتابع جائزة الرواية العربية على سبيل المثال لا الحصر، سنجد أن معيار ترشيح أكثر من رواية لمن وصل للقائمة الطويلة بحسب الشروط الأخيرة كميّ وليس نوعي، وهو كفيل بمعرفة مستوى الأعمال المرشحة أو التي فازت أيضا، وإلا ما الغرض الفني والتقني في اتاحة الفرصة ٥ مرات في ترشيح ٥ روايات لمن وصل للقائمة الطويلة أكثر من ٥ مرات، مقابل حق ترشيح رواية واحدة لمن لم يصل ولا مرة للقائمة الطويلة!!هنا يتجلى بكل وضوح دور الكواليس وحجم الضغوط لاختيار عمل بعينه دون أي اعتبار فني أو فكري، مهما حاول المحكّمون والمنظمون وحتى الفائزون نفي هذه الحقيقة!

فهد الهندال

untitled image