التصنيفات
مدونتي

الثقافة: ترف أم بقاء؟

كان هذا عنوان أولى محاضرات مركز جابر الأحمد الثقافي في يوم ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦، قدمها كل من الإعلامي القدير محمد السنعوسي والدكتور سعد بن طفلة العجمي، وكلاهما تقلّد منصب وزير الإعلام في فترتين مختلفتين. أذكر أن الحوار دار بين أسئلة شارك بها الحضور حول ماهية المثقف ودوره، وماهي الثقافة ومن هم النخبة، وغيرها من المفاهيم والأسئلة التي لم تصل المحاضرة ولا مداخلاتها إلى تحديد واضح عنها، مما يعني استمرار الجدل حولها إلى مناسبة أخرى لا تختلف عن مناسبة افتتاح قاعة المحاضرات في مركز جابر الثقافي!

استذكر تلك المحاضرة الأولى ونحن أمام تغيّر قادم محتمل في هوية وهيكل المركز بعد تردد أخبار بنقل تبعيته لوزارة الإعلام. اللافت أنه مر على محاضرات المركز أكثر من وزير سابق للإعلام وقيادات إعلامية سابقة وحاضرة في البلاد، وحمل كل منها هموم وتطلعات في تنمية الثقافة، لذلك كيف سيتم تشكيل مركز جابر الثقافي الآن، وما مدى نسبة التطور والتنمية التي سيمضي بها المركز بعيدا عن بيروقراطية المؤسسات الحكومية .

والسؤال الأهم، إلى أي درجة سيحافظ المركز على ارتفاع السقف في حرية تقديم نوع العمل الفني والنشاط الثقافي؟

لاشك أن المركز يتمتع بشكل حضاري عمراني مبهر على ساحل الخليج العربي، ويضم قاعات ضخمة وممرات منيرة بأفضل أنواع الإضاءة والتجهيزات البصرية. والآن وبعد التغيير المحتمل لهوية المركز، هل سيمضي في طريق البقاء في ظل الرقابة التي ستكون مشددة أكثر تلافيا لأي سؤال أو استجواب برلماني متشدد. أم يكون المكان مقرونا بالترف وسلسلة المطاعم التي حافظت على اسم “الأوبرا” مترددا هنا عبرWord-of-mouth marketing ، دون أن تكون الأوبرا حاضرة بمفهومها الفني والثقافي!

فهد توفيق الهندال

One reply on “الثقافة: ترف أم بقاء؟”

أضف تعليق