عنوان الفيلم الإيراني الجديد للمخرج أصغر فرهادي أحد ألمع المخرجين الإيرانيين على مستوى العالم والحائز على عدة جوائز عالمية منها الأوسكار في دورتين مختلفتين.
يتحدث الفيلم والحائز على جائزة مهرجان كان السينمائي عن شخص ساذج صنعت منه الظروف بطلا وهميا بسبب اعادته لحقيبة مفقودة تحتوي على عملات ذهبية بعدما فشل في بيعها على محلات الذهب، لينخدع بهذا الوهم جهة خيرية قامت بتنظيم حملة لتجميع تبرعات مالية لسداد دينه والذي يقضي عقوبة السجن بسببها، لتتسلق الجهة الاصلاحية التي يقضي بها العقوبة هذا الخبر وتدعي أنها وراء عمليه اصلاحه المجتمعي وتطوير مواهبه كرسام فني، تغطية منها على فضيحة انتحار احد المساجين بين جدرانها.
الفيلم يتناول فكرة صنع البطل الوهمي لمجرد قيامه بفعل كان من الواجب عليه القيام به دون ضجة اعلامية أو تنظيم حملات ترويجية من قبل جهات تتربح اعلاميا وراءه، الأمر الذي جعل هذا البطل الوهمي يقع في مشاكل متلاحقة وتكبر معها حبكة القصة وتتعقد أكثر، حتى يصل إلى نقطة يرفض فيها استغلال سذاجته وظرفه الخاص بالعودة للسجن بعدما فشل في إجازته الممنوحة له من قبل ادارة الاصلاحية لتعديل وضعه المالي وتسديد مديونيته، ليكون هذا حلا لكل عُقد القصة.
اللافت في الفيلم قدرة الصورة على محاكاة النص عبر تفاصيل دقيقة تجسّد حالة السذاجة عند بطل العمل، وهو ما يعكس السياق الاجتماعي المشارك في صنع بطل وهمي لمجرد تصديق كذبة توالت بعدها كذبات كثيرة. ولعل فرهادي طرح عبر هذا الفيلم الكذبة التي يعيشها المجتمع الإنساني اليوم في صنع أبطال وهميين قد يكونوا مؤثرين سلبا عليه إذا ما ساهموا في تفكيك ما تبقى من منظومته الأخلاقية.
ما أعجبني أيضا كتابة الفيلم وقدرتها على التغلغل بهدوء لعمق المجتمع وتشريحه دون اطلاق أحكام وترك القرار للمشاهد بصرف النظر عن مستواه الاجتماعي والمعرفي.
فهد توفيق الهندال












