التصنيفات
مدونتي

كانت لنا أيام في الدمام

بدعوة كريمة من رابطة الأدباء في الكويت، وضيافة أصيلة من نادي المنطقة الشرقية الأدبي، شاركت في المنتدى الثقافي الخليجي الثاني خلال الفترة (19-20 فبراير 2023) تحت عنوان (الحركة النقدية في دول مجلس التعاون الخليجي خلال عشرين عاما)، شاركني في هذه الدعوة الاستاذ الدكتور سالم عباس خداده باحثا وشاعرا ورفيقا في رحلة السفر. وأبا أحمد شخصية تتمتع بموسوعة شعرية مذهلة وروح أدبية جميلة.

تضمن المنتدى على مدى يومين أربعة جلسات نقدية وأمسيتين شعريتين ضمن مهرجان شعري حمل اسم دورة الشاعر عبدالله بن علي آل عبدالقادر في مئويته الأولى، شارك في الأمسيتين جمع مع شعراء دول مجلس التعاون الخليجي بقصائد أطربت المساء والعقول والقلوب. كان المنتدى فرصة ثمينة في التعارف والحوارات، مثمنين كرم الضيافة والحفاوة من أسرة نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وعلى رأسهم الأستاذ الفاضل محمد بن عبدالله بودي، الذي لم يدخر جهدا في أن يعيش الجميع روح الأخوة والعائلة الواحدة خلال تواجدنا في المنتدى.

من جهتي، قدمت ورقة استعرضت فيها الجهود النقدية الأدبية في الكويت خلال عشرين عاما (2002-2022) لكوني أحد الفاعلين بها والشاهدين عليها ، سواء للمؤسسات الرسمية أو الأهلية أو الأفراد، بما يوثّق للحركة النقدية الأدبية وتعزيزا واستكمالا الدور الريادي المؤسس لها.

وعلى هامش المنتدى، كانت للوفود زيارات لعدد من معالم المنطقة الشرقية في الدمام والأحساء، حيث زيارة لأحد مصانع التمور والوقوف ميدانيا على عملية تصنيع التمور، بعدها زيارة قصر محافظ الأحساء صاحب السمو الملكي سعود بن طلال بن بدر بن عبدالعزيز آل سعود والسلام عليه. ثم تضمنت جولتنا زيارة جبل قارة العجيب بمعالمه وعوالمه، وزيارة المدرسة الأميرية، ثم سوق القيصرية، حيث مهرجان التمور الموسمي.

بعدها زيارة مجلس الشيخ عبدالعزيز بودي، لتنتهي الجولة باقامة حفل عشاء على شرف الوفود في بستان الحماد الكرام، وعدنا لمقر اقامة الوفود والعودة للكويت صباح اليوم التالي.

لقد حفرت هذه الزيارة والدعوة نقطة مهمة جدا، اقتبس معها عنوان كتاب الدكتور غازي القصيبي رحمه الله ( الخليج يتحدث شعرا ونثرا) بأنه يتحدث نقدا أيضا، ولا أعتقد أن الأمر مقصور علينا نحن القائمين على النقد في الكويت، وإنما بكل المهتمين بالعمل النقدي أو الحركة الإبداعية ككل في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسط ما نشهده من انفجار سردي هائل جدا، ووسط تزاحم وتنافس الأجيال المتعددة في عقد واحد على الكتابة الإبداعية، حافز معظمها في ذلك الجوائز الأدبية التي تناسلت أكثر من قبل ، دافعها الرغبة في الحضور المستمر في المشهد الثقافي ، محركها الورش المهتمة في الكتابة الإبداعية.

فالنقد مهمة ليست سهلة، وليست محصورة بالفرد دون المجتمع، الذي مهما اجتهد فإنه يقاتل لوحده في ميدان يكتفي البقية فيه بالتفرج والتذمر.

لهذا توجهت مجموعة من المبدعين والمتخصصين لتأسيس مختبرات خاصة بالتحليل النقدي للكتابات الإبداعية، وأُنشئت بيوت للشعر والسرد ، يهتم مؤسسوها وروادها في متابعة وتحليل المشهد عبر نصوص مبدعيه ، دون أدنى دعم من المؤسسات الرسمية .

لهذا، التواصل مطلوب بين الملتقيات الثقافية مع المختبرات السردية في تبادل الخبرات والمقترحات، تتجاوز حالة الجزر الثقافية التي تعيشها معظم الملتقيات والتجمعات الثقافية في الكويت والمنطقة العربية. وهذا ما نأمله أن يتحقق قريبا،

فمهم جدا هذا اللقاءات الخليجية لتعزيز روح الأخوة والتعاون بين أبناء المنطقة في زمن باتت فيها منطقة الخليج العربي محركة للاقتصاد والسياسة العالميين، كما أنها باتت قبلة الأدب والنقد والبحث العلمي، ومنصة الجوائز الأدبية المرموقة وواحة آمنة مستقرة أدام الله عليها أمنها وأمانها بعزيمة أبناءها المخلصين.

فهد توفيق الهندال

أضف تعليق