التصنيفات
مدونتي

المجلس الأعلى للثقافة

تناقلت بعض الأخبار المحلية نية مجلس الوزراء برئاسة سمو الشيخ أحمد النواف الصباح بانهاء مراسيم عدد من الهيئات والمجالس العليا، لاعادة تقويم مسارها واعداد خطط و رؤى جديدة للوطن على كافة المستويات، بما يتواءم مع رؤية الكويت 2035 والتي تحتاج مزيدا من التقييم والتصويب لما اعتراها من قصور في المرحلة السابقة. من ضمن هذه الهيئات المزمع اعادة تشكيلها، المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب، والذي يتطلب وجوه جديدة وشابة من أبناء الكويت من الأدباء والفنانين من ذوي الانجاز والمشاريع الثقافية التي أثبتت حضورها على المستوى المحلي والعربي.

إن ما تمر به الكويت اليوم هو مرحلة عنق الزجاجة، إما تستعيد ريادتها الثقافية في المنطقة، وإما تبقى في ركب متأخر عن الدول التي سبقتنا بأشواط عديدة في تنويع وخدمة الثقافة والمثقفين من خلال مشاريع جديدة ورؤى متطورة وضعتهم في مقدمة الدول الراعية والحاضنة لابداعات ومشاريع المبدعين والمثقفين. نحن لا نتحدث عن دعم مادي بحت، بقدر ما نتحدث عن دعم معنوي يتمثل باتاحة الفرص وتطويع مباني الدولة الثقافية لهم والمشاركة في صنع القرارات والرؤى الثقافية المستقبلية، عبر تنوع المجالات الثقافية، والأخذ بالاعتبار بمنجزهم الثقافي وخبرتهم في المشاركة الجادة في المحافل الثقافية داخل الكويت وخارجها، وأن ينتموا لجيل قادم يستحق اتاحة المجال له في عضوية المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب، والمجلس الأعلى للتخطيط، والمجلس الأعلى للتعليم، لكون هذه المجالس هي المشكّلة لمستقبل الإنسان في الكويت.

إن قرار مجلس الوزراء باعادة النظر باستراتيجية رؤية الكويت 2035 وتصويب ما قد اعتراها من قصور وتأخير دليل جدية الحكومة الجديدة في اصلاح الكثير من القضايا العالقة، ومنها القضية الثقافية التي لا تقل أهمية في رسم معالم وملامح مستقبل التنمية الثقافية كرأس مفكّر لخطة التنمية العامة وليس تكملة عدد. فلا تنمية من دون وجود افكار جديدة ومشاريع شبابية تقود المشهد الثقافي نحو التميّز و الفرادة، وليس اعادة الريادة فقط. فاليوم تحتاج الثقافة لهندسة معينة تحولها لمنتج وصناعة وسياحة، وهذا يتطلب الكثير من العقول النابضة بالقدرة على التأسيس الحديث والتفكير الناقد و الباني والمتحمّس والجاد.

فهد توفيق الهندال

أضف تعليق