التصنيفات
مدونتي

الصخرة التي حطمت سميث

حادثة النجم الهوليودي والحائز على أوسكار أفضل ممثل دور أول في ذات الحفل لهذا العام والذي اعتلى منصته وصفع مضيفه كريس روك أمام الملايين من الحاضرين والمشاهدين بسبب تجرأ الأخير بالسخرية من الشعر الحليق لزوجة سميث في فقرته التي تتميز عادة بالدعابة الساخرة، لتتحول الصفعة إلى قصة وترند يتناولها الإعلام الاجتماعي، مع انقسام الآراء بين أحقية ما فعله سميث وبين إدانة فعلته، وهنا أصبحنا أمام جمهورين واضحين، جمهور مؤيد لسميث أيا كانت مبرراته للصفعة وآخر معارض له ولم تؤثر به دموع البطل الهوليودي.

هل ما فعله سميث كان بسبب التنمر اللفظي الذي طال زوجته مباشرة، وهل صفعته لا تعد تنمرا جسديا على روك؟

هل تصرف سميث يتماشى مع مبدأ الرجولة في رد اعتبار زوجته ، أم أنه يعتبر خلل أخلاقي في عدم التصرف بحكمة مع الموقف كرجل في مثل سنه وموقفه؟

هل تصرف روك يعتبر تنمر مع زوجة سميث ولا يعد كذلك مع الآخرين الذي ضحكوا من مداعباته كما كان سميث قبل أن ترمقه زوجته بنظرة عاتبة فصعد على إثرها المسرح وصفع روك وتفوه بما لا يليق في مناسبة الأكاديمية العريقة ؟

أسئلة كثيرة أحاول أن يجيب عليها كلا الجمهورين المؤيد والمعارض لسميث.

ولكن ما حدث هو الأهم فعلا، وأعني صورة ويل سميث بعد الصفعة، وبعد رفض روك تقديم أي شكوى أو طلب اعتذار منه أو ما يمكن أن يرد له اعتباره، هناك قد يتساوى الفعلان، السخرية والصفعة وكلاهما يمثلان تنمرا بحق الآخر، ولكن عدم الرد بالمثل وعدم المطالبة برد الاعتبار هو ما جعل كفة روك تتفوق على كف سميث.

ولكن لنتخيّل معا أن سميث كظم غيظه ولم يرد، وحالما صعد لاستلام الجائزة استغل المنصة لكي يعلن عن رفضه التنمر أيًا كان شكله ودعى للمساهمة في تبني حملة عالمية لمكافحة المرض وآثاره التي تعاني منه زوجته والملايين من النساء في العالم، لكان ردة الفعل أكبر ولصالحه وسجّلت بحروف الذهب في تاريخه.

ما تعرض له ويل سميث لاحقا من انتقادات والغاء عقود واجباره على الاستقالة من الأكاديمية وربما سحب الجائزة منه، هو درس لكل نجم ومشهور، بأن يراقب تصرفاته وسلوكه مهما علا نجمه وطالت قائمة منجزاته .

أخيرا.. برر سميث صفعته بأنها ناتجة عن الجنون الذي يخلقه الحب تجاه من يحب، ولكن فات على سميث على أن الحب يخلق الوعي أكثر من الجنون. والمضحك أن زوجة سميث خرجت عن صمتها مؤخرا ورأت فعل سميث مبالغ فيه وأن روك لا يستحق ما لحق به!!.

إذن، بسمو الأخلاق نعلو كثيرا، وبسوئها ننحدر ونسقط سريعا مهما ارتفعنا في زمن باتت فيه منصات التواصل الاجتماعي تاريخا جديدا مفروضا على العالم اليوم.

فهد توفيق الهندال

أضف تعليق