السمير غانم. يعني اسم سمير في اللغة العربية الشخص المحدّث للناس في أوقات المساء، ويكون حديثه غنيا بالسمر والمُلح والنوادر والحكايات. وغالبا ما تكون شخصية مائلة للفكاهة والطرافة. هكذا كان سمير غانم، منذ عرفناه ونحن صغار لا يقدم سوى الابتسامة والضحكة غير المتكلفة. أذكر كم كنا ننتظر عرض مسرحية المتزوجون في ظهيرة كل عيد دون ملل، فكنا نعتقد بوجود نكتة أو مزحة جديدة، كذلك مع فوازير فطوطة وسمورة، وكابتن جودة وأهلا يا دكتور و موسيقى في الحي الشرقي ومعظم أعماله ومنولوجاته التي أقامت الدنيا ولم تقعدها من الضحك.
مع وفاة كل فنان ضاحك أشعر بأن الدنيا بدأت تنغلق بالحزن والتجهم والعنف وكأن الفرح بات كائنا محكوما بالرحيل أو الصمت.
سبق رحيل سمير غانم، رحيلٌ محزنٌ لأساطير الضحك في حياتنا، روبن ويليامز وعبدالحسين عبدالرضا، وهم الأقرب لنفسي.
أخيرا، كان يستحق أن يكون اسمه فعلا السمير غانم مستحقا بأل التعريف كعلم مفرد يُضاف له اسم العائلة، فتُعرف به.
دائما أقول، الضاحكون لا يموتون، لأن ضحكتهم تعيش معنا ولا تموت أبدا.


One reply on “الضاحكون لا يموتون”
رحمه الله، هو فعلا السمير والأنيس ومصدر الابتسامة والبهجة. منذ ثلاثي أضواء المسرح إلى وفاته وهو نبراس السعادة لكل مشاهد عربي مهما اختلفت جنسياتنا و لهجاتنا.
إعجابإعجاب