التصنيفات
مقالات

كرامة الإنسان

القتل عادة بدأت على وجه البسيطة، واجتاحت كل الكائنات الحية، فحتى النبات يلجأ لقتل الحشرات حتى يعيش، كذلك الحيوان، حيث يتحقق مبدأ التوازن الطبيعي في استمرار الأنواع على حد سواء. باستثناء الإنسان. فالقتل خطيئة من عمر الخليقة، فعندما تجرأ قابيل على قتل أخيه هابيل، كانت محركاته الغيرة والحسد والعصيان لأمر الله في وجوب طاعته (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أحدهما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).وهكذا بدأ سلسال القتل، وامتدت واختلفت أدواته ونوازعه وأسبابه، إلا أنها اتفقت في ذات النتيجة، ازهاق روح بشرية دون وجه حق. ولذلك، جاءت العدالة في الإسلام من خلال القصاص(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). نلاحظ أن التقوى الخلق الجامع بين الأمرين، فالتقوى هو حب الله في طاعته وعدم التسبب بأذى لخلقه، فالعالم من حولنا كله خَلْقُ الله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّاخَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). هكذا، إن كان القتل خطيئة، فإن تقوى الله في حفظ حياة الناس. فلا عزاء للقتل، إلا بكرامة الإنسان وحياته.

أضف تعليق