في ظل جائحة كورونا والتي تدخل عامها الثاني، وأظنها مستمرة حتى نهاية عام 2021، يلّح علينا سؤال مهم، حول استمرار التعاطي مع وسائل التواصل الإجتماعي ومنصات الانترنت المباشرة في تلقّي التعليم والثقافة بعد زوال الجائحة وعودة الحياة لطبيعتها وممارستها السابقة. لا يمكن تخيّل شكل الحياة الجديدة بعد زوال الجائحة، لأن العالم متغيّر، وهذه هي طبيعته، ممن يجعل افتراض عودة الحياة لدورة أومرحلة زمنية سابقة أمرٌ بالغ الصعوبة، فما مرّ به العالم من ظروف اجتماعية واقتصادية ومناخية وانسانية، ومن تركته الجائحة من آثار عميقة في حياة المجتمعات البشرية، واجراءات تطلبت تباعدا اجتماعيا لمدة طويلة عن الأهل والأصدقاء، و نظام صارم فُرض باسم الكمام، خلقت سلوكا مختلفا سيعتاش عليه الإنسان في زمنه الجديد. سابقا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كانت عادة السلام باليد والعناق والتقبيل سائدة بين أقرب الناس، اليوم باتت الريبة باسم الحذر مسافة فاصلة بينهم، مما زاد من مساحة القلق الفردي وقلة الثقة.كذلك ساهم توقف المناسبات الاجتماعية كالأعراس والمآتم وغيرها في خلق فجوة كبيرة في العلاقات الإنسانية لا يمكن أن تردم بين ليلة وضحاها. إذن، هل نتحدث اليوم عن انتهاء الإنسان الإجتماعي وحلول الإنطوائي أو الانفرادي بدلا منه؟ اعتقد أننا ننتظر الدراسات النفسية والإجتماعية القادمة لتقدم تحليلا للواقع اليوم وما قد تتصوره عن تحديات حياة الغد.


